الثقافة.تنضمن المعرفة والعقائد والفنون والعادات والأخلاق

 


 مفهوم الثقافة

تعتبر الثقافة محور اهتمام الكثير من الدارسين والباحثين في العلوم الإنسانيّة، وهناك فئةٌ ترى أنّ الثقافة هي الكلُّ المركب الذي يضم المعرفة والفنون والعقائد والعادات والقيم المكتسبة، وفئةٌ أخرى ترى أنّها عبارة عن تنظيمٍ يحتوي على جميع مظاهر الأفعال والمشاعر والأفكار التي يُعبّر عنها الفرد عن طريق اللغة أو الرموز.



مفهوم الثقافة له دورٌ بارز وأثرٌ كبير في العديد من العلوم الإنسانيّة وعلى وجه الخصوص علوم الاجتماع والإنسان والإدارة والنفس – يهتم أحد الفروع في علم النفس بدراسة عددٍ من الثقافات المختلفة، ويُطلق عليه علم (الأنثوبولوجيا الثقافيّة) حيث تؤكد تلك العلوم الإنسانيّة على الإطار الثقافي وتطوّره عبر العصور، وأدّى هذا الأمر إلى ظهور علمٍ حديث هو (علم ثقافات المستقبل) لإضافة بُعدٍ جديد لمدى أهميّة مفهوم الثقافة في الحياة العلميّة والعمليّة في الحاضر والمستقبل.

 أوّل من وَضَعَ تعريفاً للثقافة هو إدوارد تايلور؛ 

حيث عرّفها بأنها الكلّ الذي يتضمن المعرفة والعقائد والفنون والعادات والأخلاق والعديد من القدرات المكتسبة من قبل الفرد كعضوٍ في المجتمع، أمّا كلباتريك فقد عرّف الثقافة على أنّها كلّ ما صنعه العقل البشري من مظاهر اجتماعيّة وأشياء ضمن بيئةٍ اجتماعيّة معينة، أي جميع ما قام باكتشافه واختراعه الإنسان، وكان لهذا الأمر دورٌ في المجتمع.

 قدّم محمّد الهادي عفيفي تعريفاً عاماً وشاملاً للثقافة؛ حيث أوضح بأنّ الثّقافة هي عبارة عن كل ما استطاع الإنسان صنعه في بيئته على مرّ التاريخ الطويل،

 وتشمل العادات واللغة وآداب السلوك والقيم والمعرفة والأدوات والأنظمةِ والمستويات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة والقضائيّة والتعليميّة،

 وتمثّل الثقافة التعبير الأصلي عن الخصوصيّة التاريخيّة لأمةٍ معينة، وعن نظرة تلك الأمة إلى الحياة والكون والإنسان وإمكاناته وطريقة تسخير تلك الإمكانيات، والحدود التي ينبغي له أن يقف عندها، إضافةً إلى الموت.

 خصائص الثقافة للثقافة العديد من الخصائص، وهي:

 الثقافة هي خاصيّة إنسانيّة، وهي من صنع الإنسان وحده. تأتي الثقافة لإشباع حاجات الإنسان.

 الثقافة عبارة عن صفةٍ مكتسبة، يتمّ اكتسابها بطرقٍ مقصودة أو غير مقصودة وذلك عن طريق التفاعل مع الأفراد المحيطين إضافةً للتعلّم. تمتاز الثقافة بقابليتها للانتشار والانتقال، 

وذلك عن طريق التعليم واللغة ووسائل الاتصال الحديثة، إضافةً إلى انتقالها من جيلٍ لآخر في مجتمعٍ معيّن من شخصٍ لآخر. تمتاز الثقافة بقابليتها للتطوّر نحو الأفضل.

 تعتبر الثقافة متغيّرةً بشكلٍ دائم وسريع؛ حيث إنّ أيّ تغيّر على عنصرٍ معين له تأثيرٌ على العناصر الأخرى.

 تعتبر الثقافة بأنها تكامليّة لديها القدرة على إشباع حاجات الإنسان، وتترك راحةً في النفس، لتميّزها بأنها تجمع بين العناصر المعنويّة والماديّة. تعتبر الثقافة بأنها تنبؤيّة، 

وذلك لأنها تحدد أسلوب وسلوك الإنسان، وبالتالي فإنّ لديها القدرة على التنبؤ بما يمكن أن يقوم به هذا الإنسان. تُعتبر الثقافة بأنها تراكميّة؛ 

لأنها ذات طابعٍ تراكمي تاريخي، فهي تنتقل من جيلٍ لآخر والذي يُغذّي هذه الثقافة من حيث انتهى منها الجيل السابق،

 وهذا يؤدّي إلى ظهور أنساق جديدة ومتطوّرة للثقافة

شرح مفهوم الثقافة في الفلسفة

تعتبر الثقافة (بالإنجليزية: Culture) من المواضيع البارزة في الفلسفة، وفي النقاط التالية توضيحٌ لمفهومها، إلى جانب عددٍ من الجوانب ذات العلاقة به:

    قبل التطرق إلى توضيح مفهوم الثقافة في السياق الفلسفي، لا بدّ أولاً من توضيح كيف اكتسب هذا المفهوم مكانةً بارزة بين المفكرين والفلاسفة؛ حيث من المعروف أنّ عصر التنوير (بالإنجليزية: Age of Enlightenment)، الذي ساد أوروبا في القرن الثامن عشر، قد ولّد معه العديد من الأفكار التي لها علاقة بالبشرية وبالتطور في مختلف مجالات الحياة،

 وكان من بين هذه الأفكار الإيمان بوحدة البشرية، ولكن هذه الفكرة لم تكن متوافقة مع الواقع، مما أدى لظهور مفهوم الثقافة، ليكون بمثابة رد فعلٍ معارضٍ على فكرة وحدة البشرية.[٣]
    هناك العديد من التعريفات التي تناولت مفهوم الثقافة، ويشير أحدها إلى أنها أشكال النشاط البشري، التي يتناقلها الناس فيما بينهم اجتماعيًا وليس وراثيًا، وهي السمات المُميزة لمجموعات البشر في المجتمع، والتي تفرقها عن بعضها الآخر، وتشمل هذه السمات الأنشطة الفعلية وطرق التفكير، إلى جانب الأمور الملموسة وغير الملموسة.
    يُشير تعريفٌ آخر لمفهوم الثقافة على أنها ما يٌنسب إلى مجموعات البشر، من آثارٍ، وقيمٍ، وعادات، 

وأفكار، تُمثل أساس وجودهم الاجتماعي، وتميز حياتهم في المجتمع.
    الثقافة أيضًا هي الاختراعات والاكتشافات التي تتناقلها الأجيال المتعاقبة فيما بينها، ليس هذا فحسب؛ بل تقوم هذه الأجيال بالإضافة على هذه الاختراعات والاكتشافات وتعديلها.
    بالإضافة إلى ذلك، تتكون الثقافة من مجموعة المهارات التي يتم توظيفها لصناعة واستخدام مختلف الأدوات، وهي تتكون كذلك من أشكال العلاقات الإنسانية، والتعبيرات الرمزية، مثل القيم، والمشاعر، والدوافع، والمفاهيم، والكلمات، إلى جانب الخصال والصفات التي يكتسبها البشر نتيجة استخدام ما تتضمنه الثقافة من مهارات وتعبيرات رمزية.


العلاقة بين الثقافة والفلسفة

الثقافة والفلسفة مفهومان مترابطان، وتجمعهما علاقة قوية، وتُوصف الثقافة على أنها "الخلفية" التي نشأت فيها الفلسفة، فهي تتضمن في جوانبها المبادئ التي تُحدد على أساسها ماهية الإنسان، والذي يعتبر بدوره من المواضيع المهمة التي تتناولها الفلسفة، بالإضافة إلى ذلك، تُساهم الفلسفة في تحديد ملامح الثقافة ورسم معالمها، فهي تمنح الأفراد مجالاً للتفكير، والنقد، والتساؤل بما تطرحه الثقافة من أفكار، كما أنها تفسح لهم المجال لرفض أو تقبل هذه الأفكار، إلى جانب ذلك، تمنح الفلسفة العديد من المزايا للثقافة، بما في ذلك الشمولية، والتماسك، والمنطقية، والاتساق، كما تساهم الفلسفة في الحفاظ على الثقافة؛ فمن دون الفلسفة، لكان هناك احتمالٌ أن يتم اعتبار كل ما يتعلق بالثقافة وكل ما تمثله أمورًا رجعية، ولا تتناسب مع روح العصر.


أهمية دراسة الثقافة

يوجد في الفلسفة فرعٌ مختصٌ بدراسة معنى وماهية الثقافة، ويُطلق عليه فلسفة الثقافة (بالإنجليزية: Philosophy of Culture)، ويختلف هذا الفرع من الفلسفة عن علم الاجتماع الثقافي (بالإنجليزية: Sociology of Culture) الذي يدرس

 

إرسال تعليق

شكرًا على تعليقاتك

أحدث أقدم

نموذج الاتصال